mardi 29 septembre 2015

الرّد يبدأ من فلسطين


في مثل هذه الأيام و منذ 15 عاما إندلعت الإنتفاضة الفلسطينية الثّانية، و إنتشرت صورة إستشهاد الطّفل محمّد الدّرة،التي فتحت أعين جيل عربي بأسره عن معنى فلسطين ، لتكون شاهدا على وحشيّة العدو الصّهيوني و تواطئ الأنظمة العربيّة العميلة مع هذا العدوّ . اليوم يلجأ زعيم التّنسيق الأمني مع الإحتلال محمود عبّاس لكلّ الوسائل لمنع إندلاع إنتفاضة ثالثة تعيد القضيّة الفلسطينية لواجهة الأحداث و تحرّك المياه الرّاكدة فيها منذ سنوات. و من مفارقات زمن الرّدّة أنّ «أبو مازن» سيلقي خطابه في الأمم المتّحدة في ذكرى إستشهاد رمز الإنتفاضة محمّد الدّرة ، لكنه فضّل عوض إسترجاع ذكراه و ذكرى الآلاف ، الذين أستشهدوا في مسيرة مقاومة الإحتلال،أَن يُطَمئن العدوّ بأن خطابه سيكون" تصعيد في الخطاب لا تصعيد في القرارات
إنّ محمود عباس و عصابته تشكّل عبئا حقيقيّا على مشروع تحرير فلسطين ، و النّضال ضدّ الكيان الصهيوني لا يمكن فصله عن النضال ضد هذه السّلطة وكما قال الشهيد غسّان كنفاني "إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية..فالأجدر بنا أن نغير المدافعين..لا أن نغيرالقضية". و يمكن في هذه الذّكرى التشديد على نقطة في غاية الأهمية وهي العدد الكبير من الشباب التونسي و العربي الذين أقبلوا على النضال السّياسي من بوّابة فلسطين.
إنّ إندلاع الإنتفاضة الثالثة ، التي تختمر حاليًّا في أحشاء التراب الفسلطيني ، سيعيد ترتيب أولويات عديد القوى السّياسية و سيسقط قناع الوطنية عن الكثيرين ، كما سيساهم في تراجع الخطاب الطّائفي ليترك مكانه لخطاب عروبي و يساري و وحدوي متجاوز للتَّقسيمات العموديه للمجتمعات العربية التي تهدد وحدتها ضدّ أعدائها .
يجب أن تبقى فلسطين دائما في أعلى سُلّم أولويّات القوى اليساريّة و الإشتراكيّة لأنّ نهوض الجماهير الفلسطينية سيكون له إنعكاسات إيجابية على كل المنطقة و على الوضع الدّولي في العموم .

------------
وائل بنجدو