samedi 15 décembre 2012

شرعية "يقين"



لم يكن يوم 23 أكتوبر 2011 يوم إنتخابات حرة و ديمقراطية مثل ما تروج لذلك العديد من الأحزاب السياسية حتى الخاسرون فيها بل كان يوما للإستغناء عن العملاء القدامى الذين أصبحوا مفضوحين لدى الشعب و تنصيب عملاء جدد يواصلون رعاية المصالح الإمبريالية بالقطر التونسي ، فلا يمكن الحديث عن إنتخابات ديمقراطية و الرجعية العربية تضخ أموالها المسمومة في حسابات حلفائها في تونس أو الحديث عن إختيار حر و وسائل الإعلام خاصة المرئية منها (أي الأكثر تأثيرا في الرأي العام) تصدر الأوهام للجماهير من خلال تصوير اليمين الديني و اليمين الليبيرالي كمنقذين للبلاد و كقوى سياسية تملك الحل السحري للأزمات السياسية و الإقتصادية و الثقافية التي يعاني منها المجتمع . هذا فضلا عن إنتصار الخطاب العاطفي و التكفيري على الخطاب النقدي و العقلاني أثناء الحملات الإنتخابية بسبب تغلغل الثقافة الدينية و الغيبية في مجتمع يبلغ فيه عدد الأميين فيه ميليوني أمي ، و تحويل المساجد إلى منابر للدعاية للعائدين من أحياء لندن الراقية .
قاطع أكثر من نصف الذين يحق لهم الإنتخاب العملية الإنتخابية أما من صوتوا لحركة النهضة فلا يتجاوز عددهم مليون و 400 ألف و من المؤكد أن أغلبهم لم يشارك في الإنتفاضة . و بالرغم من كل ذلك فإن الحكومة الحالية التي كانت نتاجا لتلك العملية المشوهة لا تتوقف عن التبجح بشرعيتها . شرعية زائفة أصبحت بمقتضاها هذه الحكومة و مكونها الرئيسي حركة النهضة فوق كل نقد ، فكيف يمكن إنتقاد حكومة يعتبر رئيسها نفسه الخليفة السادس ؟!
زلزلت إنتفاضة 17 ديسمبر أركان النظام و بثت الرعب في قلوب الإمبرياليين الذين سارعوا إلى إحتوائها من خلال الإنحراف بشعاراتها حتى لا تتجذر أكثر و يصبح لها قيادتها المركزية بعد أن كونت قياداتها الميدانية في عديد الجهات و التي يتم إقصاؤهم عن المشهد السياسي بطريقة مقصودة . و لعل من الشعارات الخبيثة التي تسللت إلى إعتصام القصبة 2 :"مطالبنا سياسية مش زيادة في الشهرية"و هو مثال على الشعارات الغريبة على المطالب الأساسية للمنتفضين والمتمثلةcفي الشغل و الأرض (كان أحد الشعارات المرفوعة خلال بداية الإحتجاجات : الأراضي تباعت و الأهالي جاعت ) و الحرية ، و بتشجيع من أغلب الأحزاب السياسية و المنظمات رفع مطلب المجلس التأسيسي الذي أعاد لنا من فرنسا نجمة تونسية مثيرة للإشمئزاز تتقاضى راتبا شهريا قيمته ...لا أحد يعرف بالتحديد قيمته و لكنها لا تستحقه بالتأكيد فإذا كانت مهنة نجوم المجلس التأسيسي هي الكلام و ليس إيجاد حلول للظروف الإجتماعية البائسة للطبقات الكادحة التي فجرت الإنتفاضة فإن نجمتنا لا تحسن حتى هذه المهنة و لا تمتلك الحد الأدنى من آداب الحوار.
إن إنتخابات 23 أكتوبر 2011 لم تكن سوى مخططا لقطع الطريق أمام المسار الثوري في تونس وتم ذلك بإشراف من القوى الإستعمارية التي لا تهمها الديمقراطية و الحرية بقدر ما يهمها الدفاع عن مصالحها الإقتصادية و وضع يدها على الثروات الطبيعية الهائلة في الوطن العربي و فتح السوق المحلية أمامها للإستثمار ولتسويق بضائعها ، حيث دعمت هذه القوى عديد الفاشيين في العالم مثل بينوشي في الشيلي و فرانكو في إسبانيا و لا يمكن أن ننسى خطاب وزيرة الداخلية الفرنسية المتشنج و الخائف على مصير صديقها الجنرال بن علي في ظل تصاعد حركة الجماهير و إتساعها لتطالب بضرورة دعم وزارة الإرهاب التونسية (وزارة الداخلية) بالمعدات و التجهيزات اللازمة لقمع المحتجين و إسكات صوت الإنتفاضة خاصة و أن شعارها المركزي أصبح " الشعب يريد إسقاط النظام " بما يعنيه هذا الشعار من قضاء على الطبقات الحاكمة المرتبطة بالإمبريالية و تحرر الجماهير الشعبية من الإضطهاد الطبقي و القومي . يقول آلان باديو : "يحتشد يوميًّا وسلميًّا مئات الآلاف من النّاس لقول الحقيقة، حقيقة مفادها أنّ الزّعماء الّذين يحكمونهم منذ عقودٍ هم زمرة لصوص. وتكمن المشكلة في أنّ الزّعماء المحلّيّين الّذين تطالبهم شعوبهم بالرّحيل بلغوا سدة الحكم وتموّلوا وتسلّحوا على يد أقوى الرّعاة الدّوليّين، وهم اللّصوص المتمرّسون و«اللَّبِقون» من الأميركيّين والأوروبيّين، ذراعهم الأيمن. فللدّول العظمى مصالح استراتيجيّة في البلدان الّتي تشهد حاليًّا ثورات شعبيّة ضخمة، ولطالما استشرس الزّعماء المحلّيّون فيها لحماية المصالح الأجنبيّة. "
و من هذا المنطلق فإن ما يتم إنتاجه حاليا في الأقطإر العربية ا لتي تشهد إنتفاضات لا يعدو كونه ديمقراطية شكلية تتداول من خلالها الرجعية الليبيرالية و الرجعية الدينة على الحكم دون المس بجوهر النظام و إختياراته الإقتصادية المرتهنة للدوائرالإمبريالية ، و هو ما حصل تقريبا في أروبا الشرقية التي تحولت بلدانها إلى قواعد عسكرية لحلف الناتو .
في ظل واقع موسوم بالهيمنة الإمبريالية فإن الوصول إلى سدة الحكم عبر صندوق الإقتراع يتطلب حتما تسويات و تنازلات يقدمها كل من يرغب أن يرى إسمه يتكرر أثناء عملية فرز الأصوات و بالتالي فإن نتائج الإنتخابات لن تكون معبرة عن تطلع المسحوقين نحو التحرر الوطني و التقدم الإجتماعي ، فللأسف و كما يقول نعوم تشومسكي " لا يمكن التخلص من الأوغاد عن طريق الإنتخابات لأننا لم ننتخبهم أصلا". ولكن ذلك لا يعني أن نتخذ نظرة عدمية تجاه العملية الإنتخابية بصفة عامة بل يبقى تكتيك المشاركة فيها أو مقاطعتها رهين الظروف الموضوعية و الإستعداد الذاتي للقوى الوطنية و الثورية و دراسة دقيقة لموازين القوى و إنه من بالغ الأهمية الإشارة هنا إلى الفرق بين أن تكون الإنتخابات مجرد تكتيك و أن تتحول إلى هدف إستراتيجي يسقط أجندة الثورة و الإعداد لها ذلك أن التناقضات التي تشق المجتمع البشري لا تحسمها إلا الثورة .
يتأكد يوما بعد يوم التصادم و القطيعة التامة بين الشرعية الإنتخابية لسلطة 23 أكتوبر و الشرعية الشعبية و ذلك من خلال تواصل الإحتجاجات التي إندلعت منذ 17 ديسمبر و في مدينة سيدي بوزيد . و يواصل الشعب مواجهة أعدائه بكل بسالة حيث لم يحرق البوعزيزي جسده فقط بل أحرق الخوف في النفوس و أسدل الستار على مرحلة من الإستكانة و الإذعان للظالمين . تدحرجت كرة الإحتجاجات من قابس إلى الحنشة إلى صفاقس المدينة ثم العمران ... لتستقر أخيرا في سليانة (لحظة كتابة هذه الأسطر) بعد الإضراب العام الجهوي الذي دعا إليه الإتحاد العام التونسي للشغل حيث خرج الاف الأهالي مطالبين بحقهم في التنمية الجهوية العادلة  متسلحين بالتاريخ النضالي المعروف لهذه المنطقة في مقاومة الإستعمار الفرنسي و نضال الفلاحين من أجل إسترداد الأراضي التي وقع مصادرتها ، كشفت إنتفاضة سليانة من جديد عن الوجه القبيح لهذه السلطة و سياساتها اللاديمقراطية و اللاشعبية و لكنها أثبتت مجددا أن سكون الجماهير و صمتها لا يعني مطلقا موتها و أن نضالات المضطهدين هي محرك التاريخ لذلك لا يمكن أن يعود بنا الزمن إلى الوراء حتى و إن كانت هناك لحظات ردة ظرفية و مؤقتة حيث قدمت المدينة لوحة رائعة من الصمود فلم ترهبها جحافل البوليس أو أدوات القمع التي تزودت بها وزارة الداخلية من" الشقيقة" قطر ، فوجدت الحكومة نفسها في مواجهة منتفضين لديهم قناعة راسخة أن طريق الحرية هو طريق النضال فما كان منها إلا أن إستعملت الرصاص الإنشطاري أو الرش المحرم دوليا لترهب المتظاهرين وتفقأ الأعين لعلها بذلك تنجح في تضليل الشعب عن أعدائه لكن فقدان البصر لا يعني فقدان البصيرة فسرعان ما وضع أهالي سليانة تجار الدين رسميا في خانة الأعداء وخرجت المدينة عن بكرة أبيها لعدة كيلومترات باتجاه العاصمة تتحسس طريقها نحو أعدائها ، هناك في العاصمة حيث يتواجد من أصدر الأوامر بقمع المحتجين ، هناك حيث يتواجد من جعل من أبناء سليانة المنسية مرتزقة يتقاضون بعض الدينارات نظير نضالهم وصفهم بأنهم أزلام النظام البائد ، هناك حيث يتواجد من هدد الجماهير الشعبية بتطبيق الحد و قطع الأرجل إن واصلت نضالها...كانت رسالة أهالي سليانة الذين خرجوا باتجاه العاصمة تقول أن البوصلة واضحة بالنسبة لنا و أنها تشير إليكم وأن المسيرة مستمرة و "لن نرتد حتى نزرع في الأرض جنتنا".
لم يميز النظام و مرتزقته بين شيخ أو طفل او بين رجل و ٱمرأة خلال إنتفاضة 17 ديسمبر و تعتبر الشهيدة "يقين قرمازي" البالغة من العمر 6 أشهر أصغر شهيدة في الإنتفاضة ، أستشهدت يوم 8 جانفي 2011 في مدينة القصرين مختنقة بسبب إستنشاقها للغاز المسيل للدموع  ، رغم أن "يقين" لم تحسن النطق بعد إلا أن النظام الجبان خاف من أن يصل مسامعها الشعار الذي يدوي صداه في كل أرجاء الوطن فيكون أول ما تنطق به "الشعب يريد إسقاط النظام ". لازال المضطهدون يواصلون النضال و التمرد على الشرعية الزائفة فللشعب مفهومه الخاص للشرعية و لسان حالهم يقول"أرقدي بسلام يا يقين وكوني على يقين أننا لن نصالح أو ننسى" وأنه  "لا شرعية تعلو فوق شرعية يقين ".

mercredi 12 décembre 2012


الهيئة الإدارية التي دعت للإضراب العام في جانفي 1978 تطرقت للإتفاقيات الإستعمارية و إلغائها و الهيئة الإدارية التي دعت للإضراب العام في 13 ديسمبر 2012 تطرقت لحل رابطات حماية الثورة ..الفرق شاسع و معبر عن حالة الإتحاد العام التونسي للشغل ...

بعيدا عن القناعات السياسية ، لا أفهم أن يكون التونسي تونسيا دون أن تربطه علاقة عاطفية و وجدانية بالإتحاد العام التونسي للشغل .
لكن لابد أن نوجد تنظيما ينفذ المهمات التي يعجز عن تنفيذها الإتحاد العام التونسي للشغل فالإتحاد في النهاية منظمة نقابية و ليست أداة للتغيير الثوري ، قد نحب هذا التنظيم أكثر من حبنا للإتحاد ...

mardi 11 décembre 2012


البيروقراطية وضيفتها طمس الصراع الطبقي ، لا يمكن أن ترضي النظام بشكل كامل أو أن ترضي الشغيلة بشكل كامل وذلك حتى تحافظ على مساحة المناورة التي تمثل الضامن لاستمرار مصالحها و مواقعها .

jeudi 15 novembre 2012


الصواريخ التي تطلقها بعض الفصائل الفلسطينية هي تعبير عن تمسك بخيار المقاومة في مقابل المفاوضات البائسة لكن المشكلة أن حالة التردي العربي و الإحباط الذي يحس به المواطن العربي في علاقة بالقضية الفلسطينية يجعل البعض يضخم من دور تلك الصواريخ و يجعل من إصابة أحد المستوطنين بالذعر نصرا عسكريا خارقا ...
المقاومة هي السبيل لتحرير الأرض:هذا العنوان يجب الإتفاق عليه والدفاع عنه ثم يبدأ البحث في التفاصيل بدقة مع مراعاة الإلتزام بالعنوان .

vendredi 9 novembre 2012

سحر السفارة


في مثل هذا التاريخ(7 نوفمبر) من كل سنة و قبل إنتفاضة ديسمبر ـ جانفي كانت الإحتفالات تعم أرجاء الوطن تخليدا لذكرى "التحول المبارك" و لكن في هذا العام و إن غابت المظاهر الإحتفالية المعتادة عن الطرقات و الساحات العمومية فإن الحكام الجدد لم ينسوا أن يحتفلوا بتلك الذكرى على طريقتهم الخاصة .
لم تكن تمر هذه الذكرى على الشعب التونسي دون أن يرى في نشرة أخبار الثامنة مساء الإبتسامة المصطنعة للجنرال الهارب و هو يصافح غريمه " الحبيب بورقيبة" في فيديو مسجل مل الناس تكراره.
لم تختلف الصورة كثيرا في هذا العام و إن إختلفت الوجوه ، فقد إختار الحكام الجدد (حركة النهضة) أن يصافحوا الحكام القدامى (نداء تونس) بنفس الإبتسامة. لكننا لا يجب أن نغفل عن نقطة إختلاف رئيسية بين الصورتين و هي إختلاف المكان ففي الصورة الأولى حصلت المصافحة و تبادل الإبتسمات في المستشفى ليحاولوا التأثير في المشاهد و يصوروا "بن علي" كمنقذ للبلاد بعد المرض و العجز الذي أصاب" بورقيبة"، أما في الصورة الثانية لهذه السنة فإن الراعي الرسمي للإبتسامات و المصافحات هي السفارة الأمريكية .
غابت السفارة في المشهد الأول و حظرت في المشهد الثاني رغم أن الإمبريالية هي مهندس إنقلاب 7 نوفمبر 1987 و هي مهندس عملية تنصيب العملاء الجدد بتاريخ 23 أكتوبر 2011 و يعود ذلك لسبب رئيسي : إن ما دفع السفارة الأمريكية للظهور في المشهد الثاني و البروز بقوة في الساحة السياسية منذ 14 جانفي هو وجود لاعب جديد و قوي إستعاد زمام المبادرة و أصبح يهدد مصالح الإمبريالية بالقطر هي الجماهير الشعبية التي لازالت تواصل المقاومة و تعكر صفو الطبقات الحاكمة و وكلاء الإستعمار الجديد . 
إختارت حركة النهضة و حركة نداء تونس أن تحيي ذكرى السابع من نوفمبر 2012 من خلال الحج للسفارة الأمريكية ليؤكدوا وفاءهم لنهج العمالة و التطبيع الذي ميز حكم "بن علي" وأنهم سيواصلون إنتهاج نفس السياسة الإقتصادية المرتهنة للدوائر الإمبريالية و لإملاآت أدواتها (صندوق النقد الدولي ، البنك الدولي ، منظمة التجارة العالمية ).
إن ما يمكن إستخلاصه من هذه المقارنة الكاريكاتورية بين ما كان يحصل في "ذكرى 7 نوفمبر" قبل إنتفاضة ديسمبر ـ جانفي و بين ما حصل بعدها ( 7نوفمبر 2012) هو أنه و إن إختلفت الوجوه ( بورقيبة ، بن علي ، الجبالي ، السبسي ...) و تكررت إبتساماتهم المستفزة و المصطنعة فإن ذلك لن يحجب واقع الظلم و الإستغلال الذي تعاني منه الطبقات الشعبية و لن يخفي دماء و دموع المضطهدين التي لازالت تسيل ، فمن يوقف نزيف الدم و الدموع ؟ إن الشعب هو محرك التاريخ وهو القادر وحده على إيقاف هذا النزيف و من واجب الطلائع الثورية أن تواصل التمسك بالشعار المركزي للإنتفاضة ، شعار إسقاط النظام بما يعنيه من إطاحة بالطبقات الحاكمة المرتبطة بالإمبريالية إذ و بالرغم من تعدد أشكال السلطة منذ بروتوكول الخيانة بتاريخ 20 مارس 1956 فإن النظام من حيث التشكيلة الطبقية لم يتغير و لازال يمثل السبب الرئيسي لآلام و أوجاع المسحوقين من أبناء الشعب.
ليست هذه المرة الأولى التي تزور بعض فيها بعض الأحزاب السياسية السفارة الأمريكية فقد إجتمع في شهر رمضان الماضي 11 حزبا على مائدة إفطار السفير الأمريكي و كانت مكونات الترويكا الحالية (المؤتمر ، التكتل ، النهضة) من بين الحاضرين . وكان لذلك الإفطار بالنسبة لهم مذاقا آخر حيث كان ممزوجا بنكهة السلطة و تلاه بعدة أيام بيان ممضى من عدة أحزاب من الذين ملؤوا بطونهم في ذلك الفطور نص على ضرورة إنجاح موعد 23 أكتوبر 2011 ، و كان من المفترض أن يكون عنوان البيان :"بيان الفطور" وأن يحمل توقيع السفير الامريكي فقط عوض كل تلك التوقيعات و أسماء الاحزاب التي تتعب القارئ (هذا من باب التندر). كان ذلك ليلة 27 رمضان و هي ليلة يلقن فيها رجال الدين الأدعية للناس علهم يظفرون عند ترديدها بجنة الآخرة بعد إقناعهم أن جنة الأرض مستحيلة التحقق و أن المظلوم سينال الأجر و الثواب و يعلمونهم القبول بالقضاء و القدر و طاعة أولياء الأمور و في نفس الليلة كانت حركة النهضة الإسلامية تتلو التراتيل و تطلب رضاء الإمبرياليين حتى تنال جنة السلطة . 
لكن ما ميز الزيارة الاخيرة بتاريخ 7نوفمر 2012 هو حدة الخلافات التي سبقتها بين الضيوف (حركة النهضة و حركة نداء تونس) خاصة بعد مصرع كاتب عام الاتحاد الجهوي للفلاحين ومنسّق حركة نداء تونس بتطاوين لطفي نقّض و إتهم أنصار نداء تونس مكونات الترويكا بالتخطيط و تدبير الجريمة. ولكن إندثرت الأحقاد و غابت الإتهامات بين الطرفين داخل مبنى السفارة الأمريكية وظهرت الإتسامات و إنبسطت أسارير الجميع حتى تكاد تحسب أن كل تلك الخلافات كانت مسرحية مفبركة ، فلم تعد "حركة نداء تونس "تمثل أزلام النظام القديم (بالتعبير النهضاوي) و لم تعد "حركة النهضة" حركة مجرمة تمارس الإغتيال السياسي(حسب تصريح قادة نداء تونس) ، فكأن شيئا لم يكن ، إنه حقا سحر السفارة ...
يعتبر النضال ضد اليمين الديني و الليبيرالي و فضحه لدى الجماهير هي إحدى المهام المرحلية الملحة بالنسبة للقوى الثورية و يمثل التحرر من السفارة و عملائها من الاهداف الإستراتيجية التي يجب على كل الثوريين بالقطر رسم التكتيكات و إيجاد الوسائل من أجل بلوغ هذا الهدف الذي بدون بلوغه ستظل كل المشاكل التي تعاني منها الطبقات الشعبية عالقة.

samedi 6 octobre 2012

لنلتفت إلى الأرياف!


"بوزيد قالت لالة بوزيد قالت لالة لبلاد حالة بحالة اتفرزت الرّجّالة،......
وليّام دالة بدالة بوزيد قالت لالة 
لحُقرة الرّجّالة العيشة مِذلالة والكذب عامل حالة.بوزيد قالت لالة 
لبلاد حالة بحالة،الفقر هد صحابة والجوع كشّر نابة يعضّ في النّهّابة والتّنمية الكذّابة.
بوزيد قالت لالة لبلاد حالة بحالة واتفرزت الرّجّالة،كي خرجت البطّالة هربت الدّجّالة،
ومازال هالجنوب يجيب في الرّجّالة."

بهذه الكلمات تغنى محمد بحر بمدينة سيدي بوزيد إحدى المدن التونسية المنسية و التي منها إنطلقت شرارة إنتفاضة 17 ديسمبرلتعلن بداية مرحلة جديدة في تاريخ النضال ضد الإستغلال و التهميش : مرحلة إستعادة الشعب لزمام المبادرة ليتأكد مرة أخرى أن الشعب و الشعب وحده هو صانع التاريخ.
إنطلقت إنتفاضة 17 ديسمبر من الأرياف حالها حال أغلب الإنتفاضات التي شهدها القطر التونسي مثل إنتفاضة الخبز في جانفي1984 و إنتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008. هناك حيث تظل تلك البؤر الثورية بمثابة الخزان الذي يتزود منه الوطن كلما إنخفض منسوب المقاومة ، و ذلك بسبب الحقد العنيف الذي تعود جذوره إلى عشرات السنين . حقد ولدته خيانة بورقيبة و أصحابه الذين ساوموا الإستعمار الفرنسي و قدموا التنازلات على حساب أبطال الحركة الوطنية و أداروا ظهرهم لدماء شهدائنا . و لو كانت جبال تلك الربوع تتكلم لحدثتنا عن إنتصارات المقاومين و هزائمهم و عن مسامراتهم الليلية...
لا تزال صورة إحدى النساء الحرائرفي منزل بوزيان (اللواتي أصبحن في عرف القادمين من أحياء لندن الراقية مجرد مكملات للرجل) ماثلة في ذاكرتي و هي تصرخ يوم 24 ديسمبرـ تاريخ سقوط أول شهيد في الإنتفاضة ـ قائلة أثناء إحدى المعارك مع قوات البوليس : " كيما خرجنا الإستعمار باش نخرجو الإستقلال" ، ربما لم يسعفها معجمها البسيط لتعبر بشكل جيد عن فكرتها التي تعني أننا مثلما ناضلنا ضد الإستعمار المباشر فسنواصل النضال ضد الإستعمار الجديد الغير مباشرفي إيحاء إلى الإستقلال الكاذب الذي لم ير منه أحفاد الدغباجي و الطاهر الأسود و الأزهر الشرايطي غير عصا الجلاد و إستغلال كبار الملاكين الإقطاعيين . لذلك فإنه ليس من الغريب أن تبقى تلك القرى شوكة في حلق العملاء القدامى و الجدد مدفوعين برغبتهم الجياشة في الثأر من الخونة الذين جعلوا من دماء المقاومين جسرا لمساوماتهم القذرة . الخونة الذين لم يكتفوا بسرقة أحلام ا لمفقرين بل سرقوا منهم حتى تسمية "مقاومين" و إستبدلوها باسم "الفلاقة" ، و "الفلاق" هو اللص الذي يسطو بالقوة على أملاك الناس . و كيف لا يكون الإحساس بالخيانة دافعا للتمرد و قد قال أحد الثوريين "إن خيانة الرفيق هي خيانة للقضية".
في يوم 24 ديسمبر2010 إستعمل النظام الرصاص الحي في قرية منزل بوزيان ضد المتظاهرين العزل لأول مرة منذ إندلاع الإحتجاجات في 17 ديسمبر 2010 ، حينها تسلح المتظاهرون بذكريات أجدادهم في المقاومة و صدحت حناجرهم بأحد أكثر الشعارات ثورية و تقدمية :"يسقط نظام السابع رجعي عميل و تابع ".و مما لا شك فيه أن هذا الشعار تردد صداه في قصر قرطاج فلم يكن أمام الجنرال الهارب إلا ان أعطى أوامره بوأد هذا الشعار قبل أن يسري كالنار في الهشيم ، لكن فات الأوان فقد تمت تلاوة القرار الشعبي الذي نص على إلقاء الجنرال العميل إلى مزبلة التاريخ ، وحين تصدر القرارات الشعبية فإنه لا يفيد معها دوي الرصاص و لا قذائف الدبابات . تحول الشعار يوم 14 جانفي في العاصمة إلى كلمة مفرغة من محتواها "DEGAGE"جعلت من رأس السلطة هدفا للإنتفاضة في حين إستهدفت الإحتجاجات النظام برمته من حيث تشكيلته الطبقية و إختياراته الإقتصادية المرتهنة للدوائر الإمبريالية و التي أدت إلى إرتفاع نسبة البطالة ، و لكن ثوار القصبة القادمين من البؤر الثورية الريفية أعادوا لشعار إسقاط النظام توهجه و لازالوا متمسكين به إلى اليوم . 
لم تتوقف الإحتجاجات منذ 17 ديسمبر و أخذت أشكالا مختلفة و تمكنت من تغيير شكل السلطة لكنها تظل عاجزة على إسقاط النظام بسبب غياب أسلحة الثورة . إن تشكيل قيادات ميدانية و لجان دفاع عن الإنتفاضة للإرتفاع بالوعي الطبقي للجماهير و ربط النضال المطلبي الإقتصادي بالنضال السياسي أصبح ضرورة ملحة إستعدادا للمحطات النضالية المقبلة ، فطالما لم تتغيرالظروف الإقتصادية و الإجتماعية التي كانت سببا في إندلاع إنتفاضة 17 ديسمبرفإن الأشكال الإحتجاجية ستأخذ أشكالا أكثر تطورا في مواجهة الطبقات الحاكمة . و من هذه الزاوية فإنه على العناصرالثورية أن تلتحم بالجماهير و تعمل على تأطير حركتها حتى لا يركب الإصلاحيون هذه النضالات وحتى لا يتم إعادة أخطاء الماضي القريب مثل اللهث وراء الحركة العفوية للمنتفضين و حتى تكون المقاومة على أرضية الشعار المركزي للإنتفاضة " الشعب يريد إسقاط النظام" و ليس مجرد تحقيق بعض المكاسب المؤقتة في ظل النظام القائم.
مازال أغلب السكان الذين يعتبرون سواء في حالة فقر مدقع او فقر نسبي يسكنون الارياف وتتراوح هذه النسبة بين % 80 او% 65 في الوطن العربي لذلك تمثل الأرياف إحتياطا ثوريا هائلا و لا يمكن إحداث التحولات الإجتماعية الكبرى دون المراهنة على هذا الجيش من الجماهير الفلاحية المسحوقة و تطوير أدائها النضالي .أما المؤتمرات و الصفقات التآمرية التي يعقدها الإصلاحيون و الإنتهازيون سعيا لتقاسم الحكم مع الرجعية و عملاء الإمبريالية فلا تصدر إلا الأوهام للجماهير و لا تساهم إلا في تأبيد واقع الإستغلال من خلال ترميم النظام ، و ستتحول أحزابهم تدريجيا إلى مرمى للثورة الإجتماعية.
لن تتحرر الطبقات المضطهدة إلا عبر أحزاب و جبهات تتبنى برنامجا ثوريا على المستوى الإقتصادي و السياسي و الثقافي و تكون الخطوة الأولى لتحقيقه حسم مسألة السلطة لصالح الشعب و القطع مع الإصلاحيين الذين يقول عنهم مظفر النواب :" وما زال لم يفهم الأغبياء. بأن الرصاص طريق الخلاص".

samedi 15 septembre 2012


لا تمكن أن تكون هده الهبة الجماهيرية ناتجة فقط عن الفيلم بل هي تعبير عن العداء التاريخي لشعوب المنطقة لسياسة الولايات المتحدة و جرائمها البشعة.

كل ما يصرف حركة الجماهير عن النضال الطبقي و عن طرح المشاكل الإقتصادية لن تتوانى الإمبريالية في توظيفه بما في دلك تغدية النزعات الطائفية و المدهبية مستغلة في دلك سيطرة الفكر الديني و الغيبي في مجتمعاتنا العربية . 
يقول كارل ماركس أن نقد الدين هو أساس كل نقد لدلك على الثوري أن يتجاوز خوفه من التعرض لهده المسألة لأن البرجوازية و الطبقات الحاكمة تلجأ الى الاحتماء بالدين و التحالف مع رجال الدين للحفاظ

 على مصالحها المتضاربة مع مصالح البروليتاريا وبقية الطبقات الطامحة للتغييرالثوري. لكن دلك لا يعني أن لا تحترم القوى الثورية ما تعتبره الجماهير مقدسا بل يجب النضال ضد القاعدة الإقتصادية و الإجتماعية التي يتأسس عليها.
كل ما يقتل الصراع الطبقي يجب أن يكون موضع نضال.
هل رفع الراية السوداء مكان علم الولايات المتحدة الأمريكية أخطر على مصالحها من رفع الراية الوطنية(بما يحمله هدا الفعل من معاني) أم العكس ؟؟

mercredi 12 septembre 2012


إتفاقية أوسلو في سبتمبر 1993 هي جريمة .. أحداث أيلول الأسود في سبتمبر 1970 هي جريمة....إغتيال "سلفادور"في 11 سبتمبر 1973 هي جريمة ..مجزرة صبرا وشاتيلا في سبتمبر 1982 هي جريمة..
و بنفس المقاييس الإنسانية فإن أحداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية هي جريمة و لا علاقة لها بالإنتقام للشعب العربي أو النضال ضد الإمبريالية بل زادت في تقسيم الطبقات المضطهدة على أساس ديني عوض التوحد لمواجهة العدو المشترك المتمثل في البرجوازية العالمية و الإمبريالية..هي بركات "الجهاد ضد الكفر" أو ربما بركات تحالف "الكفار و المجاهدين"لمواجهة المسحوقين في العالم 

mardi 11 septembre 2012


11سبتمبر 1973 : تاريخ إستشهاد سلفادور رئيس الشيلي على يد الإنقلابيين عملاء المخابرات الامريكية 
الشهيد سلفادور الذي إختار الطريق السلمية الإصلاحية لبناء الإشتراكية فقتلته أيادي الغدر و قام الجنرالات العملاء بقيادة "بينوشه" بقطع الطريق أمام

 تلك التجربة و ذبحوا الألاف من العزل و شردوا الملايين من البشر ...
في هذه الأغنية سميح شقير يرثي سلفادور قائلا:





"حين نادى سلفادور


وحدوا درب الشعاع
قال تجار الدماء
لا حوار مع الرعاع

بقعة حمراء وانقطع اللسان
انه طبع الصراع فلا أمان
يارفيقي كربلاءا
كيف نبني دولة العمال في هذا الزمان
تحت سقف البرلمان"



إن الثورة هي الطريق الوحيد لبناء المجتمع الذي ينتفي فيه إستغلال الإنسان للإنسان.

http://www.youtube.com/watch?v=R9GbQFGoJhc

lundi 10 septembre 2012


في هدا الظلام الدي يحاصرنا يتحول البعد الثقافي في النضال أفوى من السلاح لأنه يهدف إلى خلق شعلة تنير درب الجماهير التي لا يود لها الأعداء أن ترِى النور
المثقف الذي لا تفكر السلطة في إيقاف الحبر النازف من قلمه هو مثقف لا يقوم بدوره

vendredi 24 août 2012

لتسقط كل الدمى : ردا على مقال د.سالم الأبيض "طبقة الدمى السياسية"


سقط المقال الذي كتبه د.سالم الأبيض بعنوان "طبقة الدمى السياسية" في النظرة السطحية التي من خلالها تصور البرجوازية العالمية رجل السياسة ..صورة تعتمد على المظهر و الكاريزما الخادعة التي تخدع الشعوب و التي تجعل في بعض الأحيان من رجل السياسة حين يجلس القرفصاء تواضعا لا حد له !! أما البرامج الثورية الفعلية التي تنتصر لقضايا الشعب ف

لا أحد يتحدث عنها ..هدا فضلا عن أن المقال لا يخلو من التناقض فهو يتحدث عن الديمقراطية و القبول بالرأي المخالف و في نفس الوقت يبرر لوقف عرض البرنامج (اللوجيك السياسي)..أما عن القول بأن البرنامج وراءه أجندة معينة فهدا طبيعي فالحياد التام لا وجود له ...اما مسألة هز صورة رجل السياسة لدى الرأي العام فلا أعتقد أن الصورة كانت ثابتة أصلا فأغلب الموجودين على الساحة السياسية يمثلون على الشعب و يخدعونه في أسخف مسرحية مند 14 جانفي.. مسرحية أبطالها فعلا دمى بيد مجموعة من المخرجين الأجانب وهم بالتأكيد يتلذذون لعب هذه الأدوار فالمقابل هي السلطة التي يسيل لعاب الجميع من أجلها ..تصويرهم في شكل دمى يعكس الصورة الحقيقية لهؤلاء..ألم يكن من الأفضل الحديث عن الشعب ضحية هده المسرحية و ليس التباكي على مجموعة من الساسة و إظهارهم في مظهر المساكين الدين سيفقدون فرصة الوصول للسلطة بسبب هدا البرنامج(اللوجيك السياسي) ليكشف صاحب المقال عن المحرك الوحيد الدي دفعه للكتابة و هو خوفه على "الدمى المسكينة" التي ستفقد فرصة الوصول للحكم . و مما يمكن أن نفهمه من المقال أن الكاتب - الغيور جدا على هده الطبقة السياسية-كان سيقبل بمثل هدا البرنامج لو كانت ديمفراطيتنا فد وصلت مرحلة النضوج لذلك فالمطلوب حسب رأيه أن لا نمس هته "الدمى الحساسة "حتى لا تسقط فتنكسر و نفقد نهائيا إمكانية " نضوج الديمقراطية". الإجابة على هكذا تمشي ليست صعبة فالديمقراطية الشعبية التي يضحي المفقرون من أجلها لا يبنيها أعداؤها و ليست مجرد تبادل شكلي على السلطة بل هي نسف للخيارات العميلة للنظام و بالتأكيد هده المهمة ليست محمولة على عاتق الممثلين خونة الجماهير. إن ردي هذا ليس دفاعا أعمى عن برنامج "اللوجيك السياسي"و طريقة تناوله للشأن السياسي ففي دلك حديث كثير( خاصة و أن صاحب القناة (سامي الفهري) أحد أصدقاء النظام ) بل رفض للتأليه و التقديس فلا شيء فوق النقد.
إن الحمية و الغيرة التي أصابت الدكتور سالم الأبيض كاتب المقال على هده الطبقة السياسية -التي لا يشق لها غبار- هي ليست غيرة على الإنتفاضة المغدورة بقدر ما هي غيرة على اللصوص الذين يمثلون على الشعب و يلتفون على تضحياته. بالتأكيد هناك من الأحزاب السياسية من يناضل لتحقيق مطالب الشعب و لكنهم إختاروا الطريق الخاطئ و إذا أصروا عليه .فسيصبحون إحدى الدمى القديمة المليئة بالغبار و المعروضة في محلات لعب الأطفال


 لتسقط كل الدمى و كل المتباكين عليهم و المجد للسائرين على نهج الثوار الرافضين للمساومة و التنازل .

samedi 21 juillet 2012


لا تمر المحطات النضالية الكبرى في تونس دون مشاركة مدينة "صفاقس"..المدينة المعروفة بتاريخها الكبير في النضال النقابي و الوطني و لا يمكن أن تحصل المنعرجات الحاسمة دون دخول هذه المدينة خط المواجهة ..و هوما حدث في إنتفاضة ديسمبر جانفي فقد بدأ العد التنازلي لحكم بن علي بصفة رسمية حين شمل العصيان تلك المنطقة من القطر التونسي..هذه المدينة تتسلح في كل مرة بتاريخها النضالي لتبقى شوكة في حلق النظام العميل و لعل من الصور الجميلة التي يذكرها اليسار بكل فخر ما قامت به بعض المجموعات المنتمية أساسا للعائلة الوطنية ( وطد ، و طج ، مود..)في السبعينات حين كنست بالعنف الثوري طيور الظلام ، حينها لم يتجرأ الظلاميون على الظهور في الشارع و كتبت إحدىة : SFAX LA VILLE ROUG:.الصحف الفرنسية
هذه المدينة لن ترهبها الإعتقالات و لا أساليب الهرسلة التي تمارسها السلطة الرجعية في حق النقابيين و المناضلين.وليعلم الحاكمون أن المناضل لا يخرج من الزنزانة قبل ان يضرب معها موعدا و يعدها أنه عـــائد إليها لا محالة.
الحرية لنقابيي صفاقس : أحمد بن عياد و عصام المشي و كل زملائهم الموقوفين.

mardi 5 juin 2012


في هدا الظلام الدي يحاصرنا يتحول البعد الثقافي في النضال أفوى من السلاح لأنه يهدف إلى خلق شعلة تنير درب الجماهير التي لا يود لها الأعداء أن ترِى النور

إن الممارسة السياسية بدون معرفة هي تمرد مؤقت و تخبط في المجهول الدي عادة ما تكون نتيجته الفشل أما المعرفة فهي ما يحول بين المناضل و بين الأحباط لأنها تزوده بنظرة نقدية للعالم تزيده إقتناعا أن الطريق لن يكون مفروشا بالورود و تعمق في دات الوقت إيمانه بأن الأحلام ممكنة التحقق مهما بدت مستحيلة .
في هدا الظلام الدي يحاصرنا يتحول البعد الثقافي في النضال أفوى من السلاح لأنه يهدف إلى خلق شعلة تنير درب الجماهير التي لا يود لها الأعداء أن ترِى النور.

vendredi 1 juin 2012

المؤسسات العسكرية و الإنتفاضات العربية



  •  
     تعد الجيوش هي العمود الفقري لجهاز الدولة وهي الحامي الاساسي لمصالح الطبقات الحاكمة باعتباره احد ادوات العنف بيد هده الطبقات . و لا تمثل الأسر الحاكمة في الاقطار العربية إلا الواجهة التي تختفي وراءها بقية الطبقات و حين اندلعت الانتفاضات العربية و رفعت شعار إسقاط النظام كان على المؤسسات العسكرية ان تختار بين التضحية بالاسرة الحاكمة و بقاء النظام على حاله او التضحية بالطبقات السائدة و سقوط النظام. إختارت الجيوش بحكم دورها الطبيعي في اللدفاع عن مصالح هده الطبقات التضحية ب الأسر الحاكمة من اجل إستمرار الأنظمة و هو ما حصل في تونس و مصر , اما في الحالة السورية و اليمنية فإن الوضع اكثر تعقيدا لان ميزان التحالف بين الاسر الحاكمة و الطبقات السائدة المرتبطة بالامبريالية مختل و الكفة فيه رجحت لصالح هده الاسر (عائلتي بشار الاسد و علي عبد الله صالح) , فقد قامت العائلتين باختراق المؤسسة العسكرية و جهاز الشرطة و تم تعيين الأقارب و الإخوة على رأس هده الأجهزة ثم في ما بعد أبناء العشيرة و هو ما يفسر الشرخ الدي حصل في المؤسسة العسكرية في كل من اليمن و سوريا حيث إختار شق من الجيش الوقوف الى جانب الاسر الحاكمة و إختار شق اخر الدفاع عن الطبقات السائدة و لكن كليهما يود الالتفاف على الانتفاضة بطريقته . لدلك نشاهد كل هده المجازر البشعة التي يرتكبها الجيش السوري في حق ابناء الشعب الأعزل فقد قرر الشق الاقوى و الإكبر الدفاع عن الأسد و عائلته إلى النهاية حتى و إن اضطر إلى دبح النساء و الأطفال . تقوم الجيوش العربية بدورها في قمع جماهير الشعب المنتفض و الإلتفاف على نضالاته على احسن وجه و إن تعددت الأشكال .
      خلاصة : تبقى المؤسسة العسكرية جهاز قمع طبقي.

lundi 28 mai 2012

الإتحاد العام لطلبة تونس الممثل الشرعي و الوحيد


تشكلت النواة الأولى للإتحاد العام لطلبة تونس في خضم تصاعد وتيرة النضال الوطني ضد الإستعمار الفرنسي التي تمثلت في مظاهرات فيفري و مارس 1952 و التي تطورت إلى الشكل الأرقى للمقاومة و هو الكفاح المسلح و ظهور الحركة الوطنية. و قد لعب الإتحاد العام لطلبة تونس دورا هاما في هذه النضالات, و مثْل أداة تنظيمية لتأطير الشباب الطلابي و التلمذي و كانت مقررات المؤتمر الأول الذي انعقد بباريس 11/12/13 جويلية 1953 بباريس تؤكد على إلتزام الإتحاد من أجل تحقيق التحرر الوطني. لكن بعد بروتوكول 20 مارس 1956 الذي سعت الإمبريالية من خلاله إلى الحفاظ على مصالحها بالقطر التونسي أدرك النظام أنه و في حال كانت المنظمات الجماهيرية ( الإتحاد العام التونسي للشغل, الإتحاد العام لطلبة تونس) معبرة فعلا عن تطلعات الشعب في التحرر الوطني و الإنعتاق الإجتماعي فإن ذلك سيكون حتما على حساب الطبقات الحاكمة وسيضرب حصارا حولها. فبدأ النظام في محاولة تدجين الإتحاد عبر تنصيب القيادات و عقد المؤتمرات الصورية. لكن كل المحاولات التي سعت إلى تحويل الإتحاد إلى خلية دستورية قوبلت بالرفض و باءت بالفشل و ذلك بعد تشكل تيار نقابي قاعدي مناضل رفع شعار الإستقلالية عن الحزب الحاكم في مؤتمر قربة 1971. اعتقد النظام واهما أنه تمكن من السيطرة على الإتحاد بعد انقلاب الاقلية الدستورية على الشرعية اثناء مؤتمر قربة و الدي كان انقلابا سببه الرئيسي هو شعار الاستقلالية عن السلطة الدي رفعه اغلبية المؤتمرين . لكن الجماهير الطلابية إندفعت في فيفري 1972 لفرض الإرادة القاعدية و رفض الإنقلاب الدستوري الخسيس. شكلت حركة فيفري 1972 نقلة نوعية في تاريخ العمل النقابي و السياسي في القطر التونسي بما رفعته في شعارات أكدت عمق الوعي السياسي للجماهير الطلابية. في تلك الفترة و مع نهاية السبعينات و بداية الثمانينات كانت الطبقة العاملة و سائر فئات الشعب قد دخلت في مواجهة ضد النظام من خلال الإضراب العام في جانفي 1978 وعملية قفصة 1980 و إنتفاضة الخبز 3 جانفي 1984. و قد إنحازت الحركة الطلابية و ذراعها النقابي الإتحاد العام لطلبة تونس إلى جانب الشعب في هذه المعارك التي خاضها ضد خيارات النظام اللاوطنية واللاشعبية لتؤكد مرة أخرى أن الحركة الطلابية جزء لا يتجأ من الحركة الشعبية.
و أمام تنامي الوعي الوطني و الديمقراطي داخل الحركة الطلابية و بعد فشل حملات القمع, أدرك النظام حجم التهديد والخطورة الذي أصبح يشكله الإتحاد لخياراته فالتجأت السلطة إلى تكتيك مختلف: تكتيك " شق وحدة الصف الطلابي" من خلال دفع أتباع التيار الإسلامي إلى إنشاء منظمة نقابية في حين لم تكن سوى ذراعا حزبية لطرف السياسي داخل الجامعة. دعمت حكومة مزالي هذا المؤتمر الإنشقاقي الذي كان الهدف منه تحويل وجهة الصراع حتى يخوض الطلبة المعارك ضد بعضهم البعض عوض خوضها ضد النظام.
إن التعددية النقابية التي يروج لها البعض خاصة من أتباع التيار الإسلامي و التي تختفي تحت شعارات من قبيل "الساحات للجميع" و"الديمقراطية تتطلب التعددية" لا تخدم مصلحة الطلبة إنما الغرض منها خلق التناقضات الوهمية التي تخدم بالعكس السلطة. فما بالك وهذه النقابة الموازية تقف في صف النظام ضد مصلحة الطالب و المطالب التي يدافع عنها الإتحاد العام لطلبة تونس. و لا أدَلّ على ذلك دفاعها عن نظام "أمد"(في حوار بث على إذاعة صفاقس) الذي خرب المنظومة التعليمية و كان أحد أسباب إرتفاع نسبة البطالة. كما عمد أنصارها إلى عرقلة التحركات التي خاضها مناضلو الإتحاد من أجل المنحة الجامعية لطلبة "الماجستير" و محاولة إجهاض إعتصامهم داخل مقر جامعة سوسة.
يبقى التناقض الرئيسي الذي يشق الجامعة تناقضا بين خيارات النظام العميل و مصالح الجماهير الطلابية,لدلك فليس امام الجماهير الطلابية سوى الإلتفاف حول الإتحاد العام لطلبة تونس و خوض النضالات صلب هذه المنظمة العريقة من اجل تحقيق المكاسب المادية و المعنوية. 

dimanche 20 mai 2012

بيان للرأي العام الطلابي مقاطعة زيارة قصر قرطاج


                                                                                 بيان للرأي العام الطلابي               
                                                                                 مقاطعة زيارة قصر قرطاج



قام وفد من كلية الطب بسوسة بزيارة قصر قرطاج يوم السبت الموافق ل 12/05/2012 و تكون هذا الوفد من:ـ بعض الأساتذة من المجلس العلمي.ـ بعض الطلبة المنتمين لمنضمات أو جمعيات ناشطة بالكلية.ـ ممثلي الطلبة في المجلس العلمي: المرحلة الأولى و الثانية.و قد قاطع الإتحاد العام لطلبة تونس هذه الزيارةللأسباب التالية:


أولا: ليست جلسة تفاوضية رسمية و أن الإتحاد العام لطلبة تونس كهيكل نقابي همه لأول و الأخير مصلحة الطلبة لا يمكن أن يكون مجرد ديكور لتبييض وجه السلطة.


ثانيا: لم يقع تحديد الملفات المطروحة للنقاش بدقة و هو ما تأكد بعد ذلك بتحول هذه الزيارة إلى جولة في القصر و أخذ الصور التذكارية.


ثالثا: رفضنا القاطع المشاركة جنبا إلى جنب في وفد يظم أطراف تقوم بعمل موازي لنشاط الإتحاد، تميع الوعي الطلابي و تحيد به عن قضاياه الأساسية و كل هذا يتعارض مع أحد شعاراتنا المركزية"جامعة شعبية تعليم ديمقراطي ثقافة وطنية"


و في هذا الإطار يؤكد الإتحاد العام لطلبة تونس جزء الطب سوسة:ـ إستعداده للمشاركة في جلسات تفاوضية جدية يكون هدفها الإرتقاء بوضعية الطالب و بقطاع الصحة بصغة عامة.


ـ إستعداده للنضال من أجل إسقاط المشاريع التعليمية الضبابية التي قد تسبب خيبة أمل كبيرة بعد كشف حقيقتها.


ـ إنحيازه المطلق و المبدئي لقضايا الطلبة مصدر قرارنا الوحيد.


ختاما يعلم الإتحاد العام لطلبة تونس جزء الطب بسوسة دخوله السنة الدراسية المقبل بلجنة قطاعية تجمع ممثلي الإتحاد و توحد الممارسة النضالية بكليات الطب الأربعة دفاعا عن المصالح المادية و المعنوية للطلبة مع التركيز على ملف التغيير الطارئ على منظومة الدراسات الطبية.

                                                                                                                                                                 عاشت نضالات الحركة الطبية.  
   .عاش الإتحاد العام لطلبة تونس ممثلا شرعيا و وحيدا للطلبة.                                                          الإتحاد العام لطلبة تونس جزء الطب بسوسة  


dimanche 13 mai 2012


إن الأنظمة التي لا تعبر عن تطلعات الطبقات المضطهدة في التحرر و الإنعتاق الإجتماعي تخشى كل صوت ينحاز لقضايا الشعب الكادح و يذكر الجماهير بانها هي محرك التاريخ. فهاهو النظام السوري المجرم يقرر ترحيل المفكر سلامة كيلة بعد أكثر من شهر من الإعتقال لأنه قام بدوره في "تعكير صفو السلطة" و تعرية النظام السوري من خلال نقد علمي و جريء لا يخلو من نفس وطني رافض لكل اشكال التدخل الأجنبي في مسار الإنتفاضة سواء كان ذلك الدوائر الإمبريالية أو الرجعيات العربية . كل التحية للكاتب سلامة كيلة الفلسطيني الذي قضى ثماني سنوات في سجون النظام السوري مؤكدا ان الهم العربي واحد و المصير العربي واحد.
إن المثقف الذي لا تفكر السلطة في إيقاف نزيف الحبر السائل من قلمه هو مثقف لا يقوم بدوره.


vendredi 9 mars 2012


من تسول له نفسه انزال الراية الوطنية مكانه الطبيعي ليس فوق الارض بل مدفونا تحتها


mercredi 29 février 2012


ليس من الغريب ان يعتدي النظام الإسلامي الحاكم في تونس و ميليشياته على مقرات الإتحاد العام التونسي للشغل و على ضريح الشهيد الخالد فرحات حشاد..إنهم يصفون حساباتهم مع الرجل بعد اكثر من 50 سنة على إستشهاده لانهم يعادون نهجه في النضال الدي يربط بين الوطني و الإجتماعي , لقد كانوا عبر التاريخ أعداء للعمل النقابي و النضال الإجتماعي و لا أدل على دلك موقفهم من إنتفاضة جماهير شعبنا في 26 جانفي 1978 بقيادة الإتحاد العام التونسي للشغل فقد جاء فى مجلة المعرفة الناطقة باسم الحركة الإسلامية في تونس عدد 4 (و التي كانت تطبع في مطابع النظام):" ... إننا نؤكد من جديد أن التيار الإسلامي هدفه البناء و الإصلاح و لا يرى جدوى فى إحداث الفوضى فى الشارع بإعتبار أن الفوضى لا تخدم الإسلام ولا مصلحة المسلمين وأن هذا التيار حريص على تحقيق أهدافه فى كنف الحوار والقانون والأمن الإجتماعي ." ان الرجعية و العملاء هما الاداة بيد الامبريالية لضرب المنظمات الجماهيرية على غرار الإتحاد العام التونسي للشغل حتى لا يتحول الى مدرسة يتعلم فيها العمال النضال ضد مستغليهم و يزداد وعيهم الطبقي..سنبقى اوفياء لشهداء المعركة التاريخية سنة1978 و لكل شهداء الحركة النقابية اما من ندد بالضحية و وقف في صف الجلاد فلن ينساهم الشعب...


samedi 28 janvier 2012

" إننا نؤكد من جديد أن التيار الإسلامي هدفه البناء و الإصلاح و لا يرى جدوى فى إحداث الفوضى فى الشارع بإعتبار أن الفوضى لا تخدم الإسلام ولا مصلحة المسلمين وأن هذا التيار حريص على تحقيق أهدافه فى كنف الحوار والقانون والأمن الإجتماعي." (جريدة "المعرفة " عدد 4) هكذا كان موقف حركة الاتجاه الاسلامي (حركة النهضة الان) من إنتفاضة جانفي 1978 بقيادة المنظمة العريقة الإتحاد العام التونسي للشغل...الخزي و العار لأعداء الشعب.

vendredi 20 janvier 2012


رفض كتلة حركة النهضة التوقيع على عريضة مساندة محمد البراهمي عضو المجلس التاسيسي عن حركة الشعب بعد الإعتداء عليه يؤكد تورط هذه الحركة(النهضة) فيه و اتخاذها لعنف المليشيات كاستراتيجيا لترهيب خصومها السياسيين و قد وجهت اخر هجماتها لكلية الاداب بسوسة فلوجة الجامعة التونسية لتؤكد من جديد الطبيعة الرجعية لهذه الجماعة فكرا و ممارسة.


نجح الاتحاد العام التونسي للشغل في الغاء العمل بالمناولة بعد ان لوح بالاضراب العام ..عاش الاتحاد نصير الشغالين و الخزي لكل من يشوه هذه المنظمة العريقة و لكل من عمل لافشال الاضراب

mardi 10 janvier 2012


في مثل هذه الايام من السنة الماضية قالها الشعب التونسي و بصوت عال "لا ذل بعد اليوم" وكان تراب الوطن يرتوي بدماء الاحرار لينبت اشجار الحرية لكن الانتهازية و الرجعية قفزت من بعيد لتقطف الثمار ..مهما حيكت .المؤامرات و الدسائس فإن هدا الشعب لا يهزم و سيموت الشهيد ليثار للشهيد